وقيل: كان فَصَلَ عِجَّوْلًا عن أمِّه أيَّامًا.
وقيل غيرُ ذلك من الأسباب، والصَّحيح أنَّه غيرُ مبنيٍّ على سببٍ، وللَّهِ أن يمتحنَ عبادَه وخواصَّه بما شاءَ؛ ليرفعَ لهم بذلك درجاتِهم، ويُظهرَ صدقَهم وإخلاصَهم.
* * *
(٨٧) - {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.
وقوله تعالى: {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ}: أي: اطلبوا خبرَه، مِن الحسِّ، وهو العلم بالحاسَّة، والتَّجسُّس -بالجيم- قريبٌ منه.
وقيل: هما واحد.
وقيل: بالحاء في الخير، وبالجيم في الشَّر.
وقيل: التَّحسُّس بالحاء: الطَّلب لنفسِه، وبالجيم: الطَّلب لغيره، ومنه: الجاسوس.
وقال الإمام القشيريُّ رحمه اللَّه: أمرَهم بطلبِ يوسف بجميعِ حواسِّهم، يطلبونه بالبصر لعلَّهم يرونَه، وبالأُذن لعلَّهم يسمعون ذِكْرَه، وبالشَّمِّ لعلَّهم يجدون ريحَه، توهَّم أنَّهم مِثْلُه في الإرادة (١).
قال تعالى خبرًا عنه: {إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} يوسف: ٩٤.
وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: قال أهل التَّأويل: استخبِروا عنه واطلبوا، والأقرب أن يكون معناه: اذهبوا مِن هذا الجانب الَّذي كنتم فيه، فانظروا إليه وإلى
= وقوله: "وإذا كان صائمًا أمر مناديًا فنادى ألا من كان صائمًا من المساكين فليفطر مع يعقوب" ليس في (أ).
(١) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ٢٠١).