أمَّا (ما) فتَصلحُ للماضي: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ} الأنبياء: ٣٤، وللحال: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} آل عمران: ١٨٥، وللمستقبل: {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} الحجر: ٤٨.
وأمَّا (لا) فتَصلحُ للماضي: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} القيامة: ٣١، وللحال: {لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ} البقرة: ٦٨، وللمستقبل: {لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى} طه: ٧٤.
وأمَّا (إنْ) فتصلح للماضي: {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} إبراهيم: ٤٦، وللحال: {إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ} الملك: ٢٠، وللمستقبل: {بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا} فاطر: ٤٠.
وقوله تعالى: {تُنْذِرْهُمْ} مجزوم بـ {لَمْ}.
وقوله تعالى: {لَا يُؤْمِنُونَ}: قيل: هو جوابٌ لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا}، وفي الآية تقديمٌ وتأخير، ونظمُه: إن الذين كفروا لا يؤمنون سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم، فهما ابتداءان وجوابان وخبران (١).
وقيل: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} ابتداءٌ، وقولَه: {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} (٢): ابتداءٌ آخَر، وجوابُ الابتداء الثاني قولُه: {أَأَنْذَرْتَهُمْ}: أي: سواءٌ عليهم إنذارُك وتركُك الإنذارَ، ثم هذا الابتداءُ وخبرُه جوابٌ للابتداء الأول، وقد اتَّصل بالأول الهاءُ (٣) العائدة؛ أي (٤): التي في قوله: {أَأَنْذَرْتَهُمْ}، وهو كقولك:
(١) "وخبران": ليست (أ) و (ف)، واستدركت على هامش (ر) وعليها علامة التصحيح، وعليه يكون عطف (خبران) على (جوابان) على التفسير؛ أي: وجوابان هما خبران.
(٢) " {أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} ": ليس في (أ) و (ف).
(٣) في (ف): "الأول بالهاء"، وفي (أ): "بالأول بالهاء".
(٤) "أي": ليست في (أ) و (ف).