عليهما للتَّوحيد، وعلى بُطلانِ الشِّركِ = ما يُوجِبُ على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- سلوكَ طريقتِه في الصَّبر على الدُّعاء إلى اللَّه، والقيامِ به في كلِّ وقتٍ ممكنٍ، وقد فعلَ ذلك رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وأكثر منه.
ثمَّ ما كان مِن يوسف مِن بَسْطِ العَدْلِ في مُلْكِهِ عبرةٌ للملوكِ، وفي المنِّ والإحسانِ إلى الرَّعيَّة؛ لأنَّ يوسف لَمَّا ملكَهم أعتقَهم كلَّهم.
ثم ما فيه من العِبرة لأرباب التَّقوى؛ فإنَّ يوسفَ لَمَّا تركَ هواه، رقَّاه اللَّه إلى ما رقَّاه.
ومنها: العِبرةُ لأهل الهوى في اتِّباع الهوى مِن شدَّة البلاءِ، كامرأةِ العزيزِ لَمَّا تبعَتْ هواها لقيَتْ ما لقيَتْ مِن الضُّرِّ.
ومنها: العبرةُ للمماليك في حفظِ حُرْمةِ السَّادة (١)، كيوسف لَمَّا حفظَ حرمةَ العزيز في زليخا ملَكَ مُلْكَ العزيز، وصارَتْ زليخا امرأته حلالًا.
ومنها: العفوُ عند القدرة، كيوسف حين تجاوز عن إخوته.
وغير ذلك من الإشاراتِ الَّتي سبقَتْ (٢) في هذه النُّسخة وفي غيرها لأهل العلم والحكمة.
وقال بعضُ الواعظين: كان للَّهِ تعالى خليلٌ يُسمَّى إبراهيم، فأعطاهُ ولدًا يُسمَّى إسحاق، ونافلةً يُسمَّى يعقوب، فوُلِدَ ليعقوبَ أولادٌ، وخَصَّ اللَّهُ بعضَ أولادِه بكمالٍ وجمالٍ ولطفٍ وهو يوسف، فآثره أبوه بحبِّه على إخوتِه، فاحتالوا حتَّى غيَّبوه عنه وطرحوه في البئر، ثم باعوه بالثَّمن البَخْسِ اليسير، فقاسى يوسفُ شدائدَ الرِّقّ،
(١) في (أ): "السيادة".
(٢) في (أ) و (ر): "من إشارات سبقت".