{لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ}: أي: لتوقنوا بالبعثِ بعدَ الموتِ، والمصيرِ إلى ثوابِه وعقابِه.
ويقال لمن مات: لقي اللَّه.
وقيل: هذه الآيةُ مِن جملةِ مئة وثمانين آية هي أجوبةٌ لسؤال المشركين رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّ الرَّبَّ الَّذي تعبدُه ما فِعْلُه؟ وما صنيعُه (١)؛ فأنزلَ اللَّهُ تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} الأعراف: ٥٤، {اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} يونس: ٣٤، {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ} الآية الروم: ٤٠، ونظائرَها.
وقال مقاتل وعطاء: الأجلُ المسمَّى: يومُ القيامة (٢).
وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: هو الشَّهر للقمر، والسَّنة للشَّمس (٣)، وفسرناهما.
* * *
(٣) - {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
وقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ}: ذَكَرَ السَّماءَ وعجائبَها، ثمَّ الأرضَ كذلِكَ؛ دلالةً على ربوبيَّته ووحدانيَّته.
(١) في (أ): "وصنعه"، وفي (ف): "وصنعته"، بدل: "وما صنيعه".
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ٣٦٦)، ورواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ١٩٩٧) عن سعيد بن جبير، وقال: وروي عن عكرمة وعطية وعطاء الخراساني والسدي والربيع بن أنس نحو ذلك.
(٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ٢٦٩)، بلفظ: (أراد بالأجل المسمّى درجاتهما ومنازلهما التي ينتهين إليها لا يجاوزانها)، وبنحو هذا اللفظ ذكره الواحدي في "البسيط" (١٢/ ٢٨٥).