وقيل: هي تأنيثُ الأطيبِ، وهي صفة الجنَّة؛ أي: أطيب الأشياء لهم، وهي الجنَّة.
وقال الزَّجَّاج: أي: العيش الطَّيِّب لهم (١).
وقال الرَّبيعُ بنُ أنس: {طُوبَى لَهُمْ}: هو البستانُ بلغة الهند (٢).
وقال مجاهد: {طُوبَى لَهُمْ}: هو الجنَّة بلسانِ الحبشة (٣).
وقال شميط بن عجلان (٤): {طُوبَى لَهُمْ}، يعني: دوام الخير (٥).
وقال أبو هريرة: طوبى: شجرةٌ في الجنَّة، يقول اللَّه تعالى لها: تفتَّقي لعبادي عما شاؤوا، فتتفتَّقُ لقومٍ عن الخيلِ بِسُرُجِها ولُجُمِها، ولقومٍ مِن الإبلِ برحالِها وأَزِمَّتِها، ولقومٍ عن الحليِّ والحُلَلِ، ولقومٍ عن الفواكِه (٦).
وقال مقاتلٌ: طوبى: شجرةٌ في الجنَّة، لو ركبَ رجلٌ فرسًا أو نجيبةً عُمُرَهُ لم يبلغ الموضِعَ الَّذي ركبَ منه حتَّى يدركَهُ الهرمُ، ولو طارَ طائرٌ مِن ساقِها لَمَا أدركَ فرعَها حتَّى يدركَهُ الهرمُ، لها أوراقٌ كلُّ ورقةٍ منها تُظِلُّ أمَّةً، على كلِّ
(١) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٣/ ١٤٨).
(٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ٢٨٨)، ورواه الطبري في "تفسيره" (١٣/ ٥٢٢) عن سعيد بن مسجوح.
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٣/ ٥٢٢) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.
(٤) شميط بن عجلان البصري العابد، أحد زهاد البصرة، أسند شيئًا يسيرًا عن التابعين، وله مواعظ نافعة وقصص، سئل أبو حاتم عنه فقال: لا بأس به، يكتب حديثه، توفي (١٥٠ هـ). انظر: "تاريخ الإسلام" للذهبي (٣/ ٨٩٢).
(٥) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ٢٨٨).
(٦) رواه نعيم بن حماد في زوائده على "الزهد" لابن المبارك (٢٦٥)، وعبد الرزاق في "تفسيره" (١٣٧٦)، والطبري في "تفسيره" (١٣/ ٥٢٤)، والواحدي في "الوسيط" (٣/ ١٦).