كلمةٌ طيِّبةٌ: هي هذا القرآنُ، وكلمةٌ خبيثةٌ: هي الكُتُبُ الَّتي أحدثَها النَّاس.
شَبَّهَ القرآنَ بالشَّجرةِ الطَّيِّبةِ الَّتي تثمرُ، والشَّجرةُ الطَّيِّبةُ هي باقيةٌ إلى آخرِ الدَّهرِ، ينتفعُ بها النَّاس بجميعِ أنواعِ المنافعِ، لا يقطعونَها، فهي تدومُ (١) وتبقى، فعلى ذلك القرآنُ ينتفعُ بهِ النَّاسُ، وهو دائمٌ أبدًا.
{أَصْلُهَا ثَابِتٌ}: لها قرارٌ، وهو ثابتٌ بالحُجَجِ والبراهين، والكتبُ المحدَثةُ باطلةٌ فاسدةٌ، لا حجَّةَ معها ولا برهان، كالشَّجرةِ الخبيثةِ الَّتي هي غيرُ مثمرةٍ، لا بقاءَ لها ولا قرارَ ولا ثبات (٢).
قال القشيريُّ: شبَّهَ اللَّهُ تعالى معرفةَ المؤمنِ بشجرةٍ طيِّبةٍ، أصلُ تلكَ الشَّجرةِ ثابتٌ في أرضٍ زاكيةٍ، وفروعُها باسقةٌ عاليةٌ، وثمراتُ تلكَ الشَّجرةِ وافيةٌ، تؤتي أُكُلَها كلَّ حينٍ، وينتفعُ بها أهلَها في كلِّ وقتٍ، فالإيمانُ كذلكَ، أصلُهُ المعرفةُ المصحَّحةُ بالأدلَّةِ والبراهين، وفروعُها الأعمالُ الصَّالحةُ الَّتي هي الفرائضُ (٣).
ومجانبةُ المعاصي في الإيمانِ كصيانةِ الشَّجرةِ ممَّا يضرُّها مِن قشطِ قشرٍ، وقطعِ عِرْقٍ، وإتلافِ غصنٍ، وما يجري مجراه.
وأوراقُ تلكَ الشَّجرةِ: قيامُه بآدابِ العبوديَّة.
وأزهارُ تلكَ الشَّجرةِ: أخلاقُه الجميلةُ.
= الأعراف: ٣٢ نقلًا عن الماتريدي، فوقع هناك: (ابن كيسان)، وكان في "التأويلات": (أبو بكر الأصم)، ونبهنا على الاختلاف ثمة لكن لم نذكر ترجمته فلتستدرك من هنا.
(١) في (أ): "ملزوم".
(٢) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (٦/ ٣٨٧).
(٣) في (ر): "أداء الفرائض".