وقيل: أرادَ به آدمَ وحوَّاء.
وقوله تعالى: {وَلِلْمُؤْمِنِينَ}: دعاءٌ بالمغفرةِ لجميعِ المؤمنين أيضًا، ويدخلُ فيه هذه الأمَّة، فهو قد دعا لنا، ونحنُ ندعو له بالصَّلاة بأمرِ اللَّهِ بهِ إجابةً لدعائِهِ: {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ} الشعراء: ٨٤.
وقوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}: أي: حين يجيءُ وقتُ الحسابِ، كما يُقالُ: قامَت الصَّلاة، وقامَت الحربُ.
وقيل: هو عبارةٌ عن العدلِ في الحسابِ، يُقال: أقمْ هذا الحساب؛ أي: اعدلْ فيه.
* * *
(٤٢) - {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}.
وقوله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ}: يخاطبُ نبيَّه به (١) تسليةً له وإخبارًا أنَّ إبراهيمَ لم يستعجلْ؛ ليصبر هو كما صبرَ إبراهيمُ، وبيانًا للمشركين أنَّ إبراهيمَ لم يكن راضيًا بفعلِهم بهذا القول، وإنَّ تأخُّرَ العذابِ عن الكفَّار في الدُّنيا لتشديدِهِ عليهم في العُقْبى.
وقال القشيريُّ رحمَه اللَّهُ: الظُّلم على وجوهٍ:
ظلمٌ على النَّفسِ: بوضعِ المعصيةِ مكانَ الطَّاعة.
وظلمٌ على القلبِ: بتمكُّنِ الخواطرِ الرَّديئة منه، وإخطارِ الغيرِ بالبالِ.
(١) "به" ليس في (أ).