وللفجور: في قوله تعالى: {فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} الأحزاب: ٣٢.
وللشكِّ: في قوله تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} البقرة: ١٠.
وأمَّا التفسير فقد قال ابن مسعودٍ رضي اللَّه تعالى عنه وابن عباسٍ والربيعُ وقتادةُ رضي اللَّه عنهم: أي: شكٌّ (١).
وقال مقاتلٌ: أي: نفاقٌ.
وقال ابن الأنباريِّ: أي: ظُلمةٌ، قال: يقالُ: ليلةٌ مريضةٌ؛ أي: مُظلمةٌ (٢).
وقال بعضُهم: أي: غمٌّ (٣) بسبب نصرةِ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وزوالِ رئاستهم إليه.
وقال الإمامُ أبو منصورٍ رحمه اللَّه: أي: اضطرابٌ وتردُّدٌ، ومَرَضُ الجسم كذلك، وطريقُ تسمية النفاق مرضًا: أن المؤمن يسمَّى (٤) حيًّا والكافرَ ميتًا، فسمِّي المنافق مريضًا لتردُّده بين موافقةِ الظاهر ومخالفةِ الباطن، كتردُّد المريض بين بقائه حيًّا وبين موته (٥).
ولأن (٦) اللَّه تعالى قال: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} الشعراء: ٨٩ أي: خالٍ عن الشكِّ والشِّرك، فكان قلبُ المنافق بخلافه، فلم يكن سليمًا بل كان مريضًا.
وقوله تعالى: {فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا}: الزيادة خلافُ النقصان، ويجيءُ متعدِّيًا كما
(١) رواه عنهم الطبري في "تفسيره" (١/ ٢٨٨ - ٢٨٩).
(٢) انظر: "الزاهر" لابن الأنباري (١/ ٤٧٥).
(٣) بعدها في (ر): "في قلوبهم".
(٤) في (ف) و (أ): "سمي".
(٥) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (١/ ٣٨٣ - ٣٨٤).
(٦) في (ر) و (ف): "لأن".