(٧٤) - {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
وقوله تعالى: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ}: أي: لا تصفوا للَّه الأشباه (١) {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ} صوابَ الأمثال من خطئِها {وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} ذلك.
وقيل: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} من الشَّياطين تقبلون (٢) تحريمهم وتحليلهم، {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ} المصالحَ والحِكَمَ فيما يُحِلُّ ويُحرِّم، {وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} ذلك فتُحلُّوا وتحرِّموا.
وقيل: {إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ} وعيدٌ؛ أي: يعلم ما تصنعون قولًا وفعلًا وعَقْدًا، فيجازيكم على ذلك كلِّه.
قال القشيريُّ: تعليق القلبِ بشخصٍ أو سببٍ مُضاهٍ لعبادة الأصنام، من حيثُ إنَّه يضيِّع الوقت فيما لا يعنيه، ويمحقُ الزَّمانَ فيما لا يُجدي على صاحبه بشيء ولا يُغنيه، ومَن ضيَّع فيما لا يعنيه وقته، استجلب من اللَّه في التَّحقيق مقته (٣).
* * *
(٧٥) - {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.
وقوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا}: روى ابن جريج عن عطاء: {عَبْدًا مَمْلُوكًا}: هو أبو جهل بن هشام {لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ} لا يملك لنفسه في
(١) في (ف): "لا تصف اللَّه بالأشباه".
(٢) في (ر): "من الشياطين ما يفعلون من".
(٣) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ٣٠٩)، وسقط أكثر الكلام من مطبوعه.