أمِن ريحانةَ الدَّاعي السميعُ... يُؤرِّقُني وأصحابي هُجوعُ (١)
وأما تفسيرُه:
فقد قيل (٢): أي: يصلُ ألمُه إلى القلوب.
وقيل: هو الشديدُ الذي لا يزولُ ولا ينقطع.
وقوله تعالى: {بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}: أي: بكونهم كاذبين، فإنَّ (ما) مع (كان) مصدر، وكذا كلُّ فعلٍ؛ تقول: سمعتُ ما قلتَ؛ أي: قولَكَ.
وكلمةُ (كان) قد تَجيءُ للماضي، كما في قوله: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ} النمل: ٤٨.
وقد تجيءُ للمستقبل، كما في قوله تعالى: {وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا} الفرقان: ٢٦.
وقد تجيءُ للحال، كما في قوله تعالى: {كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا} مريم: ٢٩.
وقد تجيءُ جامعًا لذلك كلِّه، كما في قوله تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} الأحزاب: ٤٣؛ أي: لم يَزَلْ رحيمًا بهم في الأزلِ وفي الحالِ وفي الأبد.
وقد تَجيءُ بمعنى: صار، كما في قوله: {فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ} هود: ٤٣.
(١) البيت لعمرو بن معدي كرب، كما في "مجاز القرآن" (١/ ٢٨٢)، و"الأصمعيات" (ص: ١٧٢)، و"الشعر والشعراء" (١/ ٣٦٠)، و"الكامل" للمبرد (١/ ١٦٢)، و"تفسير الطبري" (١/ ٢٩١)، و"معاني القرآن" للزجاج (١/ ٨٧)، و"الأضداد" لابن الأنباري (ص: ٨٤)، و"الصحاح" (مادة: سمع).
(٢) في (ر) و (ف): "فقيل" بدل: "فقد قيل".