{وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا}: أي: وجعل لكم من أصواف الأنعام وأوبارها وأشعارها {أَثَاثًا}؛ أي: أمتعة وثيابًا تصلح للحضر والسَّفر، منها ثيابٌ تُلْبَس، ومنها ما يُفرَش (١)، ومنها ما يُنْصبُ (٢) كأخبية الشَّعر واللُّبُود، والأصواف للضَّان، والأوبار للإبل، والأشعار للمعز.
{وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ}: أي: يجعلون منها أثاثًا ينتفعون (٣) به أيَّام الحياة.
والأثاثُ: متاعُ البيتِ الكبير، من قولهم: شَعْرٌ أثيثٌ؛ أي: كثير، وأثَّ النَّبْتُ يأَثُّ (٤) أثاثًا: إذا كَثُر والتفَّ، وكذلك الشَّعر، ولا واحدَ للأثاث.
* * *
(٨١) - {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ}.
وقوله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا}: كالشَّجر وما يُستَظلُّ به.
{وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا}: جمع كِنٍّ، وهو السَّتر؛ أي: ستورًا من الأنداء (٥) ونحوها، وهي الكهوف يُتوقَّى بها من المطر والحرِّ والبرد.
{وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ}: قال قتادة: السِّربالُ: القميصُ من القطنِ والكتَّان والصُّوف (٦).
(١) في (ر): "ومنها ثياب تفرش"، وفي (ف): "ومنها تفرش".
(٢) في (ف): "ومنها تنصب".
(٣) في (أ) و (ف): "يتمتعون".
(٤) "يأث" مثلثة العين. انظر: "القاموس" (مادة: أثث).
(٥) الأنداء: جمع الندى، وهو المطر والبلل. انظر: "الصحاح" (مادة: ندا).
(٦) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (١٥٠٨)، والطبري في "تفسيره" (١٤/ ٣٢١).