(١١٥ - ١١٧) - {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١١٥) وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (١١٦) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
وقوله تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}: فسَّرناها في (سورة البقرة) و (سورة المائدة)، أخبرَ أن المحرَّم هذه الأشياء دون ما حرَّموه.
وقوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (١١٦) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}: قرأ ابن عبَّاس: (تصفُ ألسنتكُمُ الكُذُبُ) بضم الكاف والذَّال ورفع الباء: جمع كذوب، نعتًا للألسنة (١).
وقراءة العامَّة بالنَّصب لوقوع الوصف عليه.
وقرئ: (الكذبِ) بخفض الباء (٢)، بدلًا عن قوله: {لِمَا تَصِفُ}.
يقول: لا تصفوا بعضَ الأنعام بأنَّه حلالٌ وبعضَها بأنَّه حرام كذبًا على اللَّه؛ فإنَّ الكاذِبَ على اللَّه لا يفوزُ أبدًا، وما أنتم فيه من النِّعم قليلٌ متاعُه في الدُّنيا، ويَعقبُه في الآخرة عذابٌ وجيعٌ.
* * *
(١) انظر: "تفسير الثعلبي" (٦/ ٤٩)، ونسبها ابن خالويه في "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٧٧) إلى مسلمة بن محارب.
(٢) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" لابن خالويه (ص: ٧٧) عن الحسن.