لك في (١) خاصةِ نفسك إذ زعمتَ أنك رسول اللَّه مكرمٌ عنده، فيَخصَّك بالجنان التي فيها النخيل والأعناب، فتفجِّرَ (٢) فيها الأنهار المطَّردة.
* * *
(٩٢) - {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا}.
{أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا}: قال ابن عباس ومجاهد وقتادة: أي: قِطَعًا (٣).
والكَسْف: القَطْع، وهو مصدر بالفتح، وبالكسر: القطعة، وتجوز جمعًا بحذف الهاء كالسِّدر جمع سِدْرة.
وقوله: {كَمَا زَعَمْتَ} يعنون قوله عن اللَّه: {إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ} سبأ: ٩ {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ} الطور: ٤٤.
وقوله: {أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا}: أي: مُقابلًا، وهو كالأكيل بمعنى المؤاكل، والجليس بمعنى المجالس، واحدٌ بمعنى الجمع كقوله: {ثُمَّ يُخْرِجَكُمْ طِفْلًا} غافر: ٦٧؛ أي: أطفالًا.
وقيل: {قَبِيلًا} جمع قبيلة؛ أي: مجتمعين.
وقيل: القبيل: الكفيل؛ أي: تأتي بهم كفلاءَ عنك يضمنون عهدةَ ما تَدْعونا إليه
(١) "في" ليست في (أ)، وفي (ر): "ذلك في".
(٢) في (أ): "مفجرة"، وفي (ف): "تتفجر".
(٣) رواه عنهم الطبري في "تفسيره" (١٥/ ٨١ - ٨٢)، وعن قتادة رواه أيضًا عبد الرزاق في "تفسيره" (١٦٢٤).