قال: وقيل: {أَحْسَنُ عَمَلًا}: أشدُّهم استقباحًا لفعله، وأكثرهم استحقارًا لطاعته، لنظره إلى تلاشي أفعاله في جنب ما يستوجبه الحقُّ بحقِّ أمره (١).
* * *
(٨) - {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا}.
وقوله تعالى: {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا}: قال السُّدِّي رحمه اللَّه: الصَّعيد الأملس، والجرُز: الميت.
وقال ابن زيد: الصعيد: المستوي، كما قال تعالى: {لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا} طه: ١٠٧، والجرُز: الذي ليس فيه زرعٌ.
وقال مجاهد: {صَعِيدًا جُرُزًا}: بَلْقعًا لا شيء فيه.
وقال ابن جُريجٍ عن مجاهد: قاعًا بَلْقعًا (٢).
وقال أبو عبيدةَ: {جُرُزًا}: غليظًا لا يُنبت شيئًا (٣).
وقيل: {جُرُزًا}: يابسًا لا نبت فيه ولا زرع، يقال: جُرِزت الأرضُ فهي مجروزةٌ، وجرَزها الجراد، وأرضون أجرازٌ: إذا كانت يابسةً لا شيء فيها، وسنَةٌ جرزٌ (٤)، وسِنونَ أجرازٌ ليُبسها وجَدْبها، قال الراجز:
قد جَرَفتْهنَّ السِّنونَ الأَجْراز (٥)
(١) انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ٣٧٨).
(٢) روى هذه الأقوال -عدا قول السدي- الطبري في "تفسيره" (١٥/ ١٥٣ - ١٥٤).
(٣) انظر: "مجاز القرآن" (١/ ٣٩٣).
(٤) أرضٌ جُرُزٌ وجُرْزٌ وجَرْزٌ وجَرَزٌ. انظر: "القاموس" (مادة: جرز).
(٥) الرجز دون نسبة في "مجاز القرآن" (١/ ٣٩٤)، و"تفسير الطبري" (١٥/ ١٥٤)، و"الصحاح" (مادة: جرز).