إلى اللَّه في أحواله، ولم يستعِنْ بغير اللَّه من (١) أشكاله، آواه إلى كَنَف أفضاله، وكفَاه جميع أشغاله، وهيَّا له محلًّا يتفيّأ فيه من برد ظلاله بكمال إقباله (٢).
* * *
(١٧) - {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا}.
وقوله تعالى: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ}: قرأ ابن عامر: {تَزْوَرُّ} مثلَ تحمرُّ، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: {تَزَاوَرُ} خفيفةً، وقرأ الباقون: {تزَّاور} مشدَّدةً (٣)، وأصله: تتزاور، فعلى الإدغام تشدَّد وعلى الحذف تخفَّف، والتزاوُر والازورار: الميلُ والانحراف.
وقوله تعالى: {وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ}: أي: تعدِلُ عنهم وتميل يسرةً.
وقال أبو عبيدة: تخلِّفُهم وتجاوِزُهم وتقطَعُهم وتتركهم عن شمالها (٤).
وفي كتاب الخليل: القرضُ في السير: إذا عدَلْتَ عن شيء في مسيرك قلتَ: قرضتُ يمنةً ويسرةً؛ أي (٥): في السير؛ أي: تركته عن اليمين أو عن الشمال، قال ذو الرُّمَّة:
إلى ظُعُنٌ يَقْرِضنَ أقوازَ مُشْرِفٍ... شمالًا وعن أيمانهن الفوارسُ (٦)
(١) في (ر): و (ف): "في".
(٢) انظر "لطائف الإشارات" (٢/ ٣٨٢).
(٣) انظر: "السبعة" (ص: ٣٨٨)، و"التيسير" (ص: ١٤٢).
(٤) انظر: "مجاز القرآن" (١/ ٣٩٦).
(٥) في (أ): "أو"، وسقطت العبارة من (ر) و (ف)، والصواب المثبت، ويستقيم الكلام بحذفها أيضًا.
(٦) انظر: "العين" (٥/ ٥٠). والبيت في "ديوان ذي الرمة" (٢/ ١١٢٠)، و"مجاز القرآن" (١/ ٣٩٦)، =