وقيل: بل كان عدولُ الشمس عنهم في طلوعها وغروبها وحرِّها خارجًا عن العادة تخصيصًا لهم؛ ليكون ذلك من آيات اللَّه كرامةً لهم، وتغييرُ العادة بطريق الكرامة جائزٌ لأولياء اللَّه عند أهل السنَّة والجماعة، وكان هذا في حقهم كإبقائهم أحياءً في طول هذه المدة من غير غذاءٍ، وإبقاءِ ثيابهم على حالها كذلك.
وقوله تعالى: {وَتَرَى الشَّمْسَ} خطابٌ للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولم يُردْ به حقيقة الرؤية لكن معناه: تحصيلُ العلم له بالإخبار عن أحوالهم.
وقوله تعالى: {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ}: كهؤلاء الفتية {وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا}: مَن يواليه ويتولَّاه ويرشدُه إلى (١) مصالحه.
وقيل: {ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ}: ما أخبرْنا من قصتهم آيةُ صدقِ دعواك النبوةَ، فمَن هداه اللَّه تعالى بها (٢) صدَّقك، ومَن أضلَّه اللَّه تعالى كذَّبك.
* * *
(١٨) - {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}.
وقوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ}: جمع يَقُظٍ ويَقِظٍ -بضم القاف وكسرها- وهو اليقظان، قيل: أي: لانفتاح أعينهم حال نومهم.
وقيل: أي: لكثرةِ تقلُّبِهم كما يتقلَّب اليقظان.
وقوله تعالى: {وَهُمْ رُقُودٌ}؛ أي: نيام.
(١) في (أ): "في".
(٢) "بها" ليس من (أ).