وقوله تعالى: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ}: قيل: كان لهم كلبٌ فتبِعهم.
وقيل: لأحدهم فتَبِعه.
وقال أبو رَوق: لم يكن الكلب من شأنهم، لكنهم مرُّوا براعي غنم فقال لهم: أين تذهبون؟ فقالوا: نَفِرُّ بديننا من هذا الجبَّار، فقال الراعي: ما أنا أَغْنَى عن ربِّي منكم، فترك غنمه ولحق بهم فتبعه كلبُه.
قال ابن جُريجٍ: وكان كلبًا أحمرَ، اسمه قطمور (١).
وقوله تعالى: {بِالْوَصِيدِ} قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما ومجاهدٌ وقتادةُ والضحاك: بالفِناء (٢).
وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما في روايةٍ: بالباب (٣)، ولم يكن له باب ولكنْ أراد به موضعَ الباب، وكذلك قال أبو روق: فم الشِّعب.
وقال ابن جريجٍ: كان يمسك عليهم الباب (٤).
وقوله تعالى: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}: قرأ ابن كثير: {وَلمُلِّئْتَ} بالتشديد للمبالغة، وقرأ الباقون بالتخفيف على أصل الفعل الثلاثي المتعدِّي (٥).
= يقلبوا فيها). وأورده الواحدي في "البسيط" (١٣/ ٥٥٨) بخلاف هذا فقال: وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: (يمكثون رقودًا على أيمانهم تسع سنين، ثم يقلبون على شمائلهم فيمكثون رقودًا تسع سنين).
(١) رواه ابن المنذر في "تفسيره" كما في "الدر المنثور" (٥/ ٣٧٣).
(٢) رواه عنهم الطبري في "تفسيره" (١٥/ ١٩٢ - ١٩٣).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٥/ ١٩٤).
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (١٥/ ١٩٢).
(٥) انظر: "السبعة" (ص: ٣٨٩)، و"التيسير" (ص: ١٤٣). وقراءة نافع فيهما كقراءة ابن كثير.