وقيل: كلبٌ بسط يده على وصيدِ الأولياء فإلى القيامة يقال: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ}، فيَدٌ رفعها مسلم إلى اللَّه خمسين سنة يردُّها خائبة؟ هذا لا يكون.
وقال: يقول اللَّه تعالى في حقهم: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ} ويقول في حقنا: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} المجادلة: ٧، فشتَّان ما بين المنزلتين.
وقال: لمَّا لم يجاوزِ الكلب قَدْره، ووضع على الوصيد يده، بقي مع الأحباب، وكذا مَن حفِظ أدب الخدمة (١).
* * *
(١٩) - {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا}.
وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ}: أي: كما أَنمناهم وحفظنا عليهم أبدانهم وثيابهم كذلك أيقظناهم {لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ}؛ أي: كانت عاقبةُ أمرهم أن يتساءلوا (٢) بينهم عن مدة لبثهم في النوم.
{قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ}: أي: رئيسُهم: {كَمْ لَبِثْتُمْ} قيل: إنما سألوا (٣) لأنه راعهم (٤) ما فاتهم من العبادة في ذلك النوم عند أنفسهم.
(١) انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ٣٨٥).
(٢) في (أ): "تساءلوا".
(٣) في (ف): "سألهم".
(٤) في (أ): "لأنهم راعوا"، وفي (ف): "لمراعاة".