(٤٦) - {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}.
وقوله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: أي: تَتزيَّن بها وتَتجمَّل مدةً قليلة، ثم تزول وتنقضي.
وقوله تعالى: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ}: أي: أعمالُ الخير هي باقياتٌ لبقاء أجرها ونفعها، وصالحاتٌ لانتفاء الفساد عنها.
وقوله تعالى: {خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}: أي: ثوابُها وما يؤمَّل بها خير من المال والبنين.
وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما وابن مسعود ومحمد بن كعب وسعيد بن جبير ومسروق وعمرو بن شرحبيل: هن الصلوات الخمس، وهن الحسنات يذهبن السيئات (١).
وقال سعيد بن جبير: الباقيات الصالحات هن: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، والحج إلى الحج.
وقال ابن عباس في رواية -وهو قولُ عثمان بن عفَّان وابنِ عمر ومجاهدٍ وعطاء بن يسار وسعيد بن المسيِّب رضي اللَّه عنهم-: هن سبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه، واللَّه أكبر، ولا حول ولا قوة إلا باللَّه (٢).
(١) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (١٢٥٨)، والطبري في "تفسيره" (١٥/ ٢٧٤ - ٢٧٥)، عن ابن عباس، وزاد في "الدر المنثور" (٤/ ٤١٨) عزوه للفريابي وابن أبي شيبة ومحمد بن نصر وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبي الشيخ. ورواه الطبري في "تفسيره" (١٥/ ٢٧٤ - ٢٧٥) عن سعيد بن جبير وعمرو بن شرحبيل وإبراهيم وأبي ميسرة. وذكره الواحدي في "البسيط" (١٤/ ٣٥) عن مسروق ومحمد بن كعب. وروي عن محمد بن كعب خلافه. انظر التعليق الآتي.
(٢) رواه عنهم الطبري في "تفسيره" (١٥/ ٢٧٥ - ٢٧٩)، وزاد الحسن وقتادة ومحمد بن كعب.