وقال الحكم: مالًا.
وقال أهل اللغة: الخَرْج: ما يُخرَج من المال، والخَراج: ما يُخرَج من الأرض.
{عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا}: فسألوه أن يجعل بينهم حاجزًا على أن يُعِينوه بمالهم دفعًا لفسادهم في الأرض.
قال السدِّي: كانوا يَخرجون فيأخذون ويَقتلون ثم يَرجعون.
وقال الكلبي: كانوا يخرجون إلى أرضنا أيامَ الربيع فلا يدَعون شيئًا أخضر إلا أكلوه، ولا يابسًا إلا احتملوه وأدخلوه أرضَهم.
وقيل: كانو ا يُفسدون معايشهم وأموالهم وأزواجَهم.
وعن وهب: أنهم يلوطون بالرجال.
وقال سعيد بن عبد العزيز: كانوا يأكلون لحوم الناس.
* * *
(٩٥ - ٩٦) - {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (٩٥) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا}.
وقوله تعالى: {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ}: قال السدي: أي: ما أعطاني ربي من الدنيا خيرٌ مما تَعرضون عليَّ من المال (١).
وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: أي: العلمُ الذي أعطاني ربِّي بالأسباب التي يقع بها التمكينُ خيرٌ من جُعلكم.
(١) رواه ابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" (٥/ ٤٥٩).