وللعاقبة: قال تعالى: {مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} آل عمران: ١١٧.
وللمثال: قال تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.
وللصِّلة والزِّيادة: قال تعالى: {كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} الحشر: ١٥؛ معناه: كالذين.
وللعذاب: قال تعالى: {كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} أي: عذاب هؤلاء كعذاب الذين من قبلهم.
والمَثَل في اللغة: الشَّبَه، والمِثال: ما يُماثلُ الشيءَ (١)، والتِّمْثال: الصورة.
وفي القرآن أمثالٌ، وهي للإيضاح والإبلاغ، فإنه أَوجَزُ في الذِّكر، وأَوقَعُ في الفَهْم.
وقالوا: إنَّ المَثَل للكلام كالمرآةِ للوجه، يَرى الناظرُ فيها مَثَلَ وجهه، فيقفُ على حقيقة حاله، ويَعرف كمالَ وصفه، وكذا وقوفُ السامع على معنى كلام المُتَمَثِّل، ووصولُه إلى مُراد قوله للمُتأمِّل (٢)، مع ما تذهبُ النَّفْسُ فيه كلَّ مَذْهب، وتستفيد منه (٣) كلَّ معنًى مُعْجِب.
ونوضِّحُ ذلك في واحد: أن اللَّه تعالى قال: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} يونس: ٢٤، فتكلَّموا في معنى تمثيله بالماء، فقيل: إنَّ الماءَ إذا قلَّ نَفَع، وإذا كثُرَ ضرَّ، ففي القليل التَّطهُّرُ من الحَدَث والجَنابة والحيض والنِّفاس، واتخاذُ الأطعمة والأشربة، وغَسْلُ الأعيان النجسة، وسقيُ الدَّوابِّ والأراضي والأشجار، وإحياءُ
(١) في (ر): "ما تماثل للشيء".
(٢) في (أ): "للتأمل".
(٣) في (أ) و (ف): "يستفيد فيه" بدل "وتستفيد منه".