وقيل (١): ذاكرًا لي ولعظمتي بقلبك غيرَ غافلٍ عني.
وقيل: لأذكُرَك وأمدحَك وأُثني عليك؛ كما يقال: زُرني لعطائي؛ أي: لأعطيك، وعلى هذا قالوا: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} العنكبوت: ٤٥؛ أي: ذكر اللَّه للمصلِّي أكبرُ من ذكر المصلي للَّه تعالى.
وقيل أي: أقم الصلاة حين تذكُرها؛ أي: إذا نسيتَ صلاة لم تسقط عنك بالنسيان، بل إذا ذكرتَها فعليك قضاؤها.
روي عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "مَن نَسي صلاةً فليصلِّها إذا ذكرها، فإن اللَّه عز وجل يقول: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} " (٢).
وقيل: {لِذِكْرِي}؛ أي: لأمري بها بقولي: {فَاعْبُدْنِي}.
* * *
(١٥) - {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى}.
وقوله تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ}: أي: اعبُدني وصلِّ لي فإني أَجزيك بما يكون منك في يوم القيامة، وهي آتيةٌ لا محالة.
وقوله تعالى: {لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى}: أي: بعملٍ إن خيرًا فخيرٌ وإن شرًّا فشرٌّ، و {لِتُجْزَى} صلة قوله: {آتِيَةٌ}؛ أي: تأتي الساعة لجزاء الأعمال، واعتَرض هاهنا كلام، وهو قوله تعالى:
{أَكَادُ أُخْفِيهَا}: و {أَكَادُ} صلةٌ زائدة، وهو في الشعر كثيرٌ؛ قال أبو النَّجم:
(١) "وقيل" ليس من (ف).
(٢) روى نحوه البخاري (٥٩٧)، ومسلم (٦٨٤).