(٤٠) - {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَامُوسَى}.
وقوله تعالى: {إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ}: وكانت مشت لتتعرَّف حال موسى، ورأتهم يطلبون له مُرضعةً فقالت: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ}؛ أي: يَضمة إلى نفسه فيربِّيه، وأرادت بذلك المرضعةَ، وإنما ذكَّر الفعل للَفظ {مَنْ}.
قوله تعالى {فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ}: أي: أجابوا أختَ موسى إلى ذلك واسترضَعوا أمَّ موسى له فرجع إليها، و (رجعناك) متعدٍّ هاهنا.
وقوله تعالى: {كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا}: برؤيتك {وَلَا تَحْزَنَ} لفُرقتك.
وقوله تعالى: {وَقَتَلْتَ نَفْسًا}: بعد كِبَرك، وهو القِبْطي الذي استغاثه عليه السِّبْطي، فوكزه فقضى.
وقوله تعالى: {فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ}: أي: غمِّ قتلِه وخوفه.
{وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا}: قيل: هو مصدر؛ أي: امتحنَّاك امتحانًا بذلك كلِّه.
وقيل: هو جمع؛ أي: ابتليناك ببليةٍ.
قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: هو ما سبق في هذه الآية.
وقال مجاهد: أخلصناك إخلاصًا (١).
وقيل: خلَّصناك تخليصًا، من قولهم: فتن الصائغ الذهبَ والفضة بالنار، والتخليص: التنجيَة، والإخلاص: التصفية.
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١٦/ ٧٠ - ٧١).