وقوله تعالى: {فَجَمَعَ كَيْدَهُ}: أي: سحرَتَه المختالين (١)، مصدر بمعنى النعت للجمع.
وقوله تعالى: {ثُمَّ أَتَى}: أي: أتى للموعد مع سحرته.
وقيل: (جمع كيده)؛ أي: مكرَه؛ أي: هيَّأ أسبابه.
* * *
(٦١) - {قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى}.
وقوله تعالى: {قَالَ لَهُمْ مُوسَى}: أي: لفرعون وسحرته: {وَيْلَكُمْ}؛ أي: وعيدًا لكم (٢).
وقوله تعالى: {لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} بإضافتكم إليه أنه أقدَرَكم على إحداث الأعيان وقلبِها بما تخيِّلونه.
وقوله تعالى: {فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ}: قال قتادة وابن زيد والسُّدي: أي: يستأصلَكم (٣).
وفي قراءة حمزة والكسائي وعاصم في روايةِ حفص بضم الياء وكسر الحاء من أَسْحَتَ، والباقون بفتح الياء والحاء من سحت (٤)، وهما لغتان.
(١) في (ر): "المحتالين".
(٢) في (أ): "وعيدًا" وفي (ر): "وعيد لكم"، وفي (ف): "وَعَدَ لكم".
(٣) رواه عنهم الطبري في "تفسيره" (١٦/ ٩٤)، ورواه أيضًا عن ابن عباس بلفظ: (فيهلككم)، وهكذا لفظ السدي أيضًا.
(٤) انظر: "السبعة" (ص: ٤١٩)، و"التيسير" (ص: ١٥١).