(٥٣ - ٥٦) - {قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (٥٣) قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٥٤) قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ (٥٥) قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ}.
وقوله تعالى: {قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ}: كعبادتنا لها.
{قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}: أي: ظاهر.
وقيل: أي: مُظهِرٍ عن نفسه أنه ضلال، وهو لازمٌ ومتعدٍّ.
ووجهُ ظهور هذا الضلال: أنكم عبدتُم خشبًا وطينًا وحجارة لا تعقل ولا تضرُّ ولا تنفع، ولا تدفع عن نفسها شيئًا (١).
وقوله تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ}: أي: أمُحِقٌّ أنت في هذا (٢) القول جادٌّ فيه أم لاعبٌ ممازح؟! استعظامًا منهم إنكارَه عليهم.
وقوله تعالى: {قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: أي: لستُ بلاعبٍ فيما قلتُ لكم، بل أنا جادٌّ فيه محقِّقٌ له، لأن هذه التماثيل ليست بربكم {بَلْ رَبُّكُمْ}؛ أي: مدبِّرُكم والقائم عليكم هو خالق السماوات والأرض ومدبِّرهما وممسكهما؛ لِمَا فيها من الدلائل أنها مصنوعة لصانعٍ واحدٍ قادرٍ عليهم، لا يُشبه المصنوعات بوجهٍ من الوجوه كأصنامكم هذه التي هي مصنوعة.
{الَّذِي فَطَرَهُنَّ}: أي: أنشأهن من غير شيء.
وقوله تعالى: {وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ}: أي: أنا أشهد أن المستحِقَّ للعبادة والربوبية هو خالقُ السماوات والأرض.
(١) "شيئًا" ليست في (أ) و (ف).
(٢) في (ف): "محقق أنت في هذا" وفي (ر): "محقق أنت هذا".