وقيل: {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} من الظلمات الثلاث: ظلمةِ الدنيا، وظلمةِ القبر، وظلمةِ النار.
وقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "دعوةُ ذي النون ما دعا بها مؤمنٌ إلا استُجيب له" (١).
وقيل: صحب يونسُ النونَ سبعةَ أيام فلزمه الاسمُ فلا يفارقه، والمؤمن صحبه الإيمانُ سبعين سنة فكيف يفارقه الاسم؟
* * *
(٨٩) - {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}.
وقوله تعالى: {وَزَكَرِيَّا}: عطفٌ على ما تقدم.
وقوله تعالى: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ}: أي: دعا ربه: {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا}؛ أي: بلا ولدٍ يعينني على إقامة دِينك.
وقوله تعالى: {وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}: أي: أعلمُ أنك لا تضيِّع دينك، ولا تُخْلي الدنيا بعدي عن قائمٍ بحقِّك، وهذا على وراثة النبوة.
وقيل: معناه: ربِّ لا أسألك ولدًا يرث (٢) مالي نفاسةً على أخذِ ميراثي من غير ولدي، فإن الأموال كلَّها صائرةٌ إلى غير وارث سواك، وأنت خيرُ الوارثين لأن الموروث مِلكُك وعطيَّتك ومنك كان وإليك عاد.
(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١٤٦٢)، والترمذي (٣٥٠٥)، والنسائي في "الكبرى" (١٠٤١٧)، وفي "عمل اليوم والليلة" (٦٥٥)، والحاكم في "المستدرك" (١٨٦٢) وصححه، من حديث سعد ابن أبي وقاص رضي اللَّه عنه.
(٢) بعدها في (أ): "من".