غلامًا ونُتِجت خيلُه قال: هذا دينٌ صالحٌ، وإن لم تلد امرأته غلامًا (١) ولم تُنْتَجْ خيله قال: هذا دِينُ سوء (٢).
وقيل: {عَلَى حَرْفٍ}: على شك. وقيل: على وجَل. وقيل: على انتظار.
وهذه الأقاويل متقاربةٌ في المعنى؛ لأن مَن كان على طرفِ شيء لم يكن مستقرًّا، فيضطرب ويخاف السقوط وينتظرُ ما يكون الحال.
وقوله تعالى: {خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ}: وخسرانُ الدنيا: أنه ارتدَّ لشدةٍ لَحِقَته، وبالكفر لا تزول تلك الشدة المقدَّرة بل تزداد، لو أُخذ فإنه يُقتل (٣) لردته، ثم عذابُ الآخرة من ورائه، فيخسرهما جميعًا.
وقوله تعالى: {ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}: الظاهر الذي لا يَخفى على أحد.
* * *
(١٢) - {يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ}.
وقوله تعالى: {يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ}: وهو الصنم، فإنه بعد الردة يَفعل كذلك (٤).
(١) "غلامًا" من (ف).
(٢) رواه البخاري (٤٧٤٢)، ورواه الطبري في "تفسيره" (١٦/ ٤٧٢ - ٤٧٤) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما ومجاهد وقتادة.
(٣) في (ف): "بل زادت لو أخذ يقتل".
(٤) كذا جزم بأنه الصنم، وليس هذا محصورًا به، بل هو فعل البعض، فهناك من يدعو بشرًا ويظن عنده النفع والضر كما يفعل كثير من الناس، وهناك من يعتقد ذلك في نوع من أنواع الحيوانات أو الجمادات، فلا مسوغ لحصر ذلك في الصنم.