{إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ}: أي: جنون، ولو كان عاقلًا ما ادَّعى الرسالة؛ لأن من المحال عندنا بعثُ البشر رسولًا.
{فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ}: أي: هو مجنون فلا تعجِّلوا بعقوبته، بل دعوه إلى مدةٍ، فإما أن يموت أو يرجعَ عن هذا أو تفعلوا به ما شئتم.
وقوله تعالى: {رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ}: أي: انتقِمْ لي (١) منهم واحفظني من شرهم.
وقيل: {انْصُرْنِي} بتحقيق قولي لهم في العذاب أنه نازل بهم {بِمَا كَذَّبُونِ} من العذاب الذي أنذرتهم به إن لم يؤمنوا.
وقال هذا حين أيِس من إيمانهم حين أُوحي إليه: {لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ} هود: ٣٦.
* * *
(٢٧) - {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ}.
وقوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ}: أي: أجبنا دعاءه وأرسلنا إليه رسولًا من السماء: {أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا}؛ أي: اتخذِ السفينة بمرأًى منا وبما نوحي (٢) إليك من صفتها، وبعث إليه جبريل عليه السلام حتى علمه ذلك.
(١) في (ف): "أمني" بدل: "انتقم لي".
(٢) في (ر) و (ف): "ومما أوحينا".