وقوله تعالى: {وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ}: قرأ حمزة والكسائي بفتح التاء، والباقون بضمها (١)، الأول لازم والثاني هو ما لم يسمَّ فاعله من المتعدي.
{فَتَعَالَى اللَّهُ}: أي: جلَّ عن الأولاد والشركاء والأنداد {الْمَلِكُ الْحَقُّ}: الذي يحق له الملك دون غيره.
وقوله تعالى: {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ}: الجليلِ في نفسه الخطيرِ في ذاته بجَعل اللَّه له ذلك الوصفَ.
وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: {الْكَرِيمِ}: الشريف (٢).
* * *
(١١٧) - {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}.
وقوله تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ}: أي: لا حجةَ له عليه؛ لأن البرهان عقليٌّ أو نقلي، وليس في واحد منهما ما يجوِّز أن يكون معه إلهٌ آخَرُ، وهذا وإن كان مذكورًا في موضع الصفة فليس لتمييز مَن يدَّعي ذلك بلا برهانٍ ممن يدَّعي ذلك ببرهان، بل هو صفةُ تحقيق لا صفةُ تمييز؛ كما في قوله تعالى: {النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا} المائدة: ٤٤.
وقوله تعالى: {فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ}: وهو جزاء هذا الشرط؛ أي: قد علم اللَّه ذلك منه وأعدَّ له جزاءه، ثم هو لا يفلح أبدًا {إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}.
(١) انظر: "السبعة" (ص: ٤٤٩)، و"التيسير" (ص: ١٦٠).
(٢) لم أقف عليه.