ومن العجيب (١) ذكرُه في حقِّ فرعون: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} طه: ٤٤.
وكان الشِّبليُّ رحمه اللَّه يقول في هذا: يا ربّ! هذا لطفُك بمن يقول: أنا ربكم الأعلى، فكيف لطفُك بمن سجَد لك على التراب، وقال في سجوده: سبحان ربي الأعلى؟!
وهذا (٢) كلُّه على ما مرَّ أنه ترجيةٌ، ومعناه هاهنا: أنه قال لموسى وهارون: اذهبا إليه وادعواه إلينا وأنتما على رجاءِ إجابته، واعتذارِه عن جنايته، واللَّه تعالى قد علِم أنه لا يجيب، لكنْ أمر بذلك إلزامًا للحجة، وأخفَى الحال عليهما لئلا يقصِّرا في الدعوة.
* * *
(٢٢) - {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.
وقوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ}: هو صفة قوله: {رَبَّكُمُ}، وتفسيره: صيَّر لكم الأرض، وقيل: خلَق، وقيل: بسَط.
و (جَعَل) في القرآن لمعانٍ:
للخلق: قال تعالى: {وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} الأنعام: ١.
وللإنزال: قال: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} الزخرف: ٣.
(١) في (أ): "العجب".
(٢) في (أ): "وعلى هذا".