وقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}: أي: لتُفلحوا.
وقال محمد بن جرير: أي: ارجعوا إلى (١) طاعة اللَّه فيما أمركم به ونهاكم عنه؛ من غضِّ البصر، وحفظِ الفرج، وترك دخول بيوت غيركم إلا بإذنه، وغير ذلك (٢).
وقال القشيري رحمه اللَّه: التوبة: الرجوع عن المذمومات من الأفعال إلى أضدادها، وجميع المؤمنين مأمورون بالتوبة، فتوبة عن الزلة وهي توبة العوام، وتوبة عن الغفلة وهي توبة الخواص، وتوبة على محاذرة العقوبة، وتوبة على ملاحظة الأمر.
وقيل: أمر الكافة بالتوبة: العاصينَ بالرجوع إلى الطاعة عن المعصية، والمطيعين من رؤية الطاعة إلى رؤية التوفيق، وخاصَّ الخاصِّ من رؤية التوفيق إلى مشاهدة (٣) الموفِّق.
وقيل: أمر الكافة بالتوبة كيلا يخجل العاصي من الرجوع على الانفراد.
وقيل: مساعدة الأقوياء مع الضعفاء رفقًا بهم من أمارات الكرم.
وقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} بيانٌ أنه أمرهم بالتوبة لينتفِعوا هم بذلك، لا أن يكون للحق سبحانه وتعالى بها تجمُّل (٤).
وقيل: أحوج الناس إلى التوبة مَن توهَّم أنه ليس له حاجةٌ إلى التوبة (٥).
* * *
(١) في النسخ: "راجعوا" بدل: "ارجعوا إلى"، والمثبت من "تفسير الطبري".
(٢) انظر: "تفسير الطبري" (١٧/ ٢٧٣).
(٣) في (ر): "رؤية".
(٤) في (ر) "حاجة بذلك" بدل "بها تجمل". وفي "اللطائف": (بتوبتهم وطاعتهم تجمل).
(٥) انظر: "لطائف الإشارات" (٢/ ٦٠٨).