تعالى: {وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} إبراهيم: ٣٤، وقال تعالى: {يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} القصص: ٥٧، وقال تعالى: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} النمل: ٢٣.
وقوله تعالى: {فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ}: قال: {فَمِنْهُمْ} ولم يقل: منها، وقال: {مَنْ} ولم يقل: ما؛ لأن قوله: {كُلَّ دَابَّةٍ} يتناول مَن يَعقِلُ ومَن لا يَعقل فغلِّب مَن يَعقل في الكناية.
قوله: {يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ} كالحيات والحيتان والديدان.
وقوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ}: كالإنسان والطير {وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ}: كالبهائم والأنعام والسباع، ولم يذكر مَن يمشي على أكثرَ من أربعٍ في الحيوانات، ذلك لأن الأكثر ما ذكر، ولأنه ليس فيه نفيُ الزيادة، ولأن ما يمشي على أكثرَ من أربعٍ إذا مشى اعتمد على أربع جهاتٍ لا أكثر (١)، فكأنه يمشي على أربع.
وقوله تعالى: {يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}: وهو قادرٌ على ما يشاء، وعالمٌ بما يشاء، لا يتعذَّر (٢) عليه شيء.
وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}: من هذا وغيرِه، ذكر أنه خلَق كلَّ هذا من ماء ثم هو مختلفٌ هذا الاختلافَ، فدل أن للجميع خالقًا مدبِّرًا أنشأها على الاختلاف كما شاء، وإلا لم يختلف بل كان يتَّفق لاتِّفاق (٣) الأصل، وهو كقوله: {يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ} الرعد: ٤.
* * *
(١) في (أ): "اعتمد في أربع جهات لا في أكثر".
(٢) في (ر) و (ف): "لا يبعد"، وقوله: "وعالم بما يشاء" ليس في (أ).
(٣) في (أ): "بل كان متفق".