قوله تعالى {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ}: أي: أخلِصوا طاعة اللَّه {وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}: واتركوا هذا النفاق {فَإِنْ تَوَلَّوْا}؛ أي: فإن تتولَّوا، حُذفت إحدى التاءين تخفيفًا؛ أي: فإن تُعْرِضوا عن طاعة الرسول فيما أمركم به ونهاكم عنه.
وقوله تعالى: {فَإِنَّمَا عَلَيْهِ}: أي: على الرسول {مَا حُمِّلَ}؛ أي: ما أُلزم -أي: الرسول (١) - من تبليغ الرسالة {وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ}؛ أي: أُلزمتم من طاعته؛ أي: لا ضرر عليه في خلافكم فإنه لا يُؤخذ بذنوبكم.
{وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}: ترشُدوا {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}: أي: التبليغ الظاهر، ليس إليه الهداية والإضلال.
* * *
(٥٥) - {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
ثم ذكر المخلصين فقال: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ}: أي: ليجعلنهم خلفاءَ الأرض؛ أي: سكانَها والمسلَّطين (٢) عليها.
{كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}: قرأ عاصم في رواية أبي بكر: {كَمَا اسْتَخْلَفَ} على ما لم يسمَّ فاعله، والباقون على الفعل الظاهر (٣)؛ أي: بني إسرائيل، قال لهم: {وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ} الأعراف: ١٢٩؛ أي: أرضِ الشام، وفعَل كذلك.
(١) "أي الرسول" من (أ).
(٢) في (أ): "والمتسلطين".
(٣) انظر: "السبعة" (ص: ٤٥٨)، و"التيسير" (ص: ١٦٣).