يقدر على شيء، وعابد الصنم قادرٌ على الصنم يعمل به ما شاء وينقله حيث شاء، وهو بيانُ جهلهم أنهم يعبدون ما هو عاجز وهم قادرون عليه.
* * *
(٥٦ - ٥٧) - {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٥٦) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا}.
وقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا}: أي: للموافق {وَنَذِيرًا} للمخالفين.
{قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ}: أي: على التبليغ، وقيل: على التبشير.
{إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا}: أي: إلا مَن شاء أن يتخذ إلى ربِّه قربةً بإجابته فلْيَفعلْ والاستثناء منقطِع بمعنى (لكن).
وقيل: هو استثناءٌ حقيقةً: إلا متَّخذَ السبيل إلى ربه بالتوحيد فإنه أجري (١)؛ أي: يَأْجُرني اللَّه تعالى بدعوتي إياه وأجابته إياي، قال تعالى: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} يس: ١٢.
وقيل: اتخاذُ السبيل إلى اللَّه تعالى هو الإيمانُ به.
وقيل: أي: بمودَّة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لقرابته، كما قال: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} الشورى: ٢٣.
وقيل: أي: لا أطالبكم بالأجر إلا أنْ يشاء أحدكم أن يتقرب إلى اللَّه تعالى ببذلِ مالٍ أنفقه على الفقير، أو في الجهاد وسبُل الخير، فإن هذا مما أرغِّبكم فيه، أما لا أطالبكم به لأَجْلي (٢).
(١) في (أ): "أحرى".
(٢) في (ر): "لأجر".