والكرم في بعض ذلك ألا يسمعوه كالغناء.
وفي بعضه ألا يجيبوا وهو إذا سمعوا قبيحًا.
وفي بعضه أن ينهوا عنه بأن يروا منكرًا.
وفي بعضه أن يضاربوا بالسيوف كقطع الطريق ونحوه.
ويقال: مات فلان كريمًا؛ أي: مدافعًا عن نفسه وأهله وقومه، فلم يكن الكرم على وجه واحد.
* * *
(٧٣) - {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}.
وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}: قال الفراء: أي: والذين إذا قرئ عليهم القرآن لم يقعدوا على حالتهم الأولى كأنهم لم يستمعوا ولم يروا قارئه، فذلك الخرور (١).
وقيل: {لَمْ يَخِرُّوا}؛ أي: لم يلبثوا ولم يبقوا.
وقيل: لم يقعوا.
وقال القُتبي: أي: لم يتغافلوا عنها كأنهم صمٌّ وعميٌ (٢).
وقال الزجَّاج: خرُّوا سجَّدًا وبكيًّا، ولم يخروا عليها (٣) صمًّا وعميانًا (٤).
وقيل: لم يكونوا كالذي ولَّى مستكبرًا كأنْ لم يسمعها، بل كانوا من الذين يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه، والذين إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا.
(١) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٢/ ٢٧٤).
(٢) انظر: "غريب القرآن" لابن قتيبة (ص: ٣١٥).
(٣) "عليها" من (أ).
(٤) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٤/ ٧٧).