وقيل: {وَجُنُودُ إِبْلِيسَ} الذين عصوا اللَّه ودعَوا إلى معصيته.
وقوله تعالى: {قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ}: أي: الأتباعُ والمتبوعون، فهو كقوله: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ} غافر: ٤٧.
* * *
(٩٧ - ١٠٢) - {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٩٧) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٩٨) وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (٩٩) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (١٠٠) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (١٠١) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.
وقوله تعالى: {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}: أي: قال عبَدةُ الأصنام: واللَّه ما كنا إلا في غوايةٍ ظاهرة {إِذْ نُسَوِّيكُمْ} أيها الأصنام {رَبِّ الْعَالَمِينَ} في العبادة واعتقادِ الربوبية.
وقوله تعالى: {وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ}: الذين دعَونا إلى ذلك {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ} من الأباعد {وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ} من الأقارب فيخلِّصَنا {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً} فيا ليت لنا رجعة إلى الدنيا {فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} باللَّه ورسوله.
* * *
(١٠٣ - ١٠٧) - {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (١٠٣) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (١٠٤) كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (١٠٥) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (١٠٦) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ}.
وقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ}: باللَّه ورسوله (١) {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} قد فسرناه (٢).
وقوله تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ}: أي: كذَّبت جماعةُ قوم نوح، فلذلك
(١) "باللَّه ورسوله" ليس في (أ).
(٢) في (ف): "مر تفسيره".