وقيل: أي: المعلَّلين بالطعام والشراب، قال لبيد:
فإن تسألونا فيمَ نحن فإننا... عصافيرُ من هذا الأنامِ المسحَّر (١)
وقال الفراء: المسحَّر: المجوَّف (٢).
* * *
(١٥٤ - ١٥٧) - {مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (١٥٤) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (١٥٥) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥٦) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ}.
وقوله تعالى: {مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ}: أي: بعلامةٍ على صدق دعواك الرسالةَ، وعلى أنك داعٍ (٣) إلى الحق {إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} فيما تدَّعي.
وقوله تعالى: {قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ}: أخرجها اللَّه تعالى لا من ناقةٍ، وهي آية عظيمة {لَهَا شِرْبٌ}؛ أي: حظٌّ من الماء فلا تزاحموها فيه {وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} لا تزاحمكم هي فيه.
وقوله تعالى: {وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ}: بقتل {فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ}: يوم نزول الهلاك بكم.
وقوله تعالى: {فَعَقَرُوهَا}: أي: فعَرْقبوها، وقد عَرْقبها قُدَارٌ -على ما ذكرنا القصة في سورة الأعراف- وهم مُعِيْنون له راضون به فأضيف إليهم.
(١) "ديوانه" (ص: ٤٧) برواية: (فإن تسألِنا. . .).
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٢/ ٢٨٢)، وزاد: كأنه -واللَّه أعلم- من قولك: انتفخ سَحْركَ؛ أي: إنك تأكل الطعام والشراب وتُسَحّر بِهِ وتعلّل.
(٣) في (أ): "أدعى".