أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ}: بيَّن سبحانه أن جميع الأنبياء كانوا على طريق واحدٍ في الدعوة إلى اللَّه تعالى وطاعته ومعاملةِ الخلق.
وقوله تعالى: {أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ}: أي: أتمُّوا الكيل في قضاء حقوق الناس ولا تَنقصوهم حقوقهم.
قوله تعالى: {وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ}: قال الحسن: أي: القبَّان (١).
وقيل: أي: الميزان.
وقال أبو عبيدة: أي: العدل والسَّواء (٢).
{وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ}: أي: لا تنقصوا الناس في معاملتكم في مالهم (٣).
وقوله تعالى: {وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ}: أي: لا تبالغوا فيها بالإفساد وهو بالكفر والظلم.
* * *
(١٨٤ - ١٨٧) - {وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (١٨٤) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (١٨٥) وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ (١٨٦) فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}.
وقوله تعالى: {وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ}: أي: الخليقةَ الماضينَ، وإذا كان هو خالقَ أنفسكم وأعمالكم كان هو عالمًا بكم قادرًا عليكم فسيجازيكم على وَفق عملكم.
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١٤/ ٥٩١)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩/ ٢٨١٢).
(٢) انظر: "مجاز القرآن" (٢/ ٩٠).
(٣) "الناس في معاملتكم في مالهم" من (ف).