وقال معاذ بن جبل رضي اللَّه عنه: العمل الصالح الذي يكون فيه أربعةُ أشياء: العلمُ والنيَّة والصبر والإخلاص.
وقال سهل بن عبد اللَّه: أي: لَزِموا السنَّة؛ لأن عمل المبتدِع لا يكون صالحًا البتَّة.
وقال بعضهم أي: أدَّوا الأمانات، قال اللَّه تعالى: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} الكهف: ٨٢؛ أي: أمينًا.
وقيل: أي: تابوا عن السيئات، قال تعالى: {وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} يوسف: ٩؛ أي: تائبين (١).
وقيل: أي: أدَّوا الفرائضَ واجتنَبوا المحارِم.
وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما في روايةٍ: هي الشرائعُ، وهي: الصلاةُ، والزكاةُ، والحجُّ، والصومُ، والاغتسالُ من الجنابة.
وقيل: هي نوعان: أعمالٌ بينك وبينَ العباد؛ كأداءِ الأمانات، والوفاءِ بالعهود، وقضاءِ الحقوق، وصلةِ الأرحام، وأعمالٌ بينك وبينَ اللَّه عزَّ وجلَّ، وهي نوعان: ظاهرةٌ وباطنةٌ، فالظاهرةُ: أداءُ الشرائع، والباطنةُ: صفات القلب؛ كالتوكُّل (٢)، والرضا بالقضاء، والصبر في البلاء، والشكر في الرخاء.
ثم هذا تعليقُ البشارةِ المطلَقة بالإيمان والعملِ الصالح، فإن المؤمن المطيعَ له الجنةُ بوعدِ اللَّه تعالى من غيرِ تعذيبٍ، والكافرَ له التعذيبُ المؤبَّد، والمؤمنَ العاصيَ
(١) انظر جميع هذه الأقوال في "تفسير الثعلبي" (١/ ١٧٠)، وما بين معكوفتين منه.
(٢) في (أ) و (ف): "التوكل".