وقوله تعالى: {فَأَنْجَيْنَاهُ}: أي: أنجينا نوحًا {وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ}؛ أي: والذين حملهم نوحٌ في السفينة.
وقوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهَا}: أي: السفينةَ {آيَةً لِلْعَالَمِينَ}؛ أي: علامةً لهم دالةً على صدق قول الأنبياء ونجاةِ مَن آمن بهم وهلاكِ مَن كذبهم.
وقال قتادة: أبقاها اللَّه تعالى آيةً فهي على الجوديِّ (١).
وقيل: {وَجَعَلْنَاهَا}؛ أي: العقوبةَ بالطوفان عبرةً للعالمين يَعتبرون بها.
* * *
(١٦ - ١٧) - {وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١٦) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.
وقوله تعالى: {وَإِبْرَاهِيمَ}: عطفٌ على قوله {نُوحًا}.
{إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}: أي: أنفعُ لكم وأصلحُ إن كنتم من أهل العلم بالأمور والتفكُّر في بَوَاديها وعواقبها.
وقوله تعالى: {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا}: أي: أصنامًا من خشب وحجر.
{وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا}: أي وتفتعلون كذبًا؛ أي: وتسمُّونها آلهة كذبًا.
وقيل: (تخلقون): تنحتون ما تكذبون فيه بتسميته إلهًا.
وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: وتصنعون كذبًا (٢).
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٣٧٢).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٣٧٣).