{أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ}: أي: تُواقعونهم، وهو تفسير تلك الفاحشة.
{وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ}: قيل: أي: تقطعون طرق الناس وتأخذون أموالهم، وكانوا يفعلون كذلك.
وقيل: كانوا يفعلون (١) الفاحشة بمن مرَّ بهم من الغرباء، فكانوا لذلك لا يمرُّون بهم فينقطع الطريق لذلك.
وقيل: كانوا يَخْذفون المارَّة بالحصى، فكان الناس يمتنعون من المرور بهم.
وقال الفرَّاء: وتقطعون سبيل الولد لتعطيلكم النساء (٢).
وقوله تعالى: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ}: قال السدي: كانوا يَخْذِفون بالحصى مَن مرَّ بهم (٣).
وقال مجاهد: كانوا يأتون الذُّكران مجاهرةً (٤).
وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما هو الضُّراط (٥).
وقيل: هو كلُّ فعلٍ قبيح يجاهِر به (٦) أهلُ المجون والذين لا حياءَ لهم.
(١) في (أ) و (ف): "يأتون".
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٢/ ٣١٦).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٣٩٠). وروي مرفوعًا، رواه الترمذي (٣١٩٠) وحسنه، والطبري في "تفسيره" (١٨/ ٣٨٩ - ٣٩٠)، والحاكم في "المستدرك" (٧٧٦١) وصححه، من حديث أم هانئ رضي اللَّه عنها. وفي إسناده أبو صالح مولى أمِّ هانئ -واسمه باذام، ويقال: باذان- وهو ضعيف كما في "التقريب".
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٣٩١).
(٥) لم أجده عن ابن عباس، ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (٦/ ١٩٦)، والطبري في "تفسيره" (١٨/ ٣٨٩)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩/ ٣٠٥٤)، من قول عائشة رضي اللَّه عنها. ورواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٩/ ٣٠٥٤ - ٣٠٥٥) من قول القاسم بن محمد.
(٦) في (ف): "مجاهر به"، وفي (ر): "مجاهرة به فعل".