وقال مقاتل بن حيَّان: هي ريف الشام (١).
وقوله تعالى: {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ}: أي: والروم بعد أن صاروا مغلوبين، وهو إضافة المصدر إلى المفعول.
قوله: {سَيَغْلِبُونَ}؛ أي: سيصيرون غالبين لغالبِيهم وهم فارس.
* * *
(٤ - ٥) - {فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.
قوله تعالى {فِي بِضْعِ سِنِينَ} وقال الفرَّاء: يقال: غلب غَلَبةً، وسقطت التاء هاهنا للإضافة كما في قوله: {وَأَقَامَ الصَّلَاة} الأنبياء: ٧٣ (٢).
وقال الزجاج: الغَلَب مصدر كالغَلَبة؛ كالجَلَب والجَلَبة (٣)، والبضع: القطحة من العدد، وتستعمل في الثلاث إلى العشرة، قاله الخليل والقتبي (٤).
وقال الحسن: لما نزلت {الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ} فقال كفار قريش: واللَّه لا يكون ذلك أبدًا، أن يظهر الروم على أهل فارس أهلِ البأس والشدة والعدَّة، فأنزل اللَّه تعالى: {فِي بِضْعِ سِنِينَ}؛ أي: يظهر أهل الروم على أهل فارس، فقال كفار قريش: إن كنتم صادقين فراهِنوا، قال: فتراهنوا على خمس قلائصَ، وجعلوا بينهم من الأجل خمس سنين، فولَّوا قمار المسلمين أبا بكر الصدِّيقَ رضي اللَّه عنه، وولَّوا
(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٧/ ٢٩٤).
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٢/ ٣١٩).
(٣) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٤/ ١٧٧).
(٤) انظر: "العين" (١/ ٢٨٦)، و"تأويل مشكل القرآن" (ص: ٢٤٠).