لَهْوَ الْحَدِيثِ} والذي نفسي بيده لا يرفعُ الرجل عقيرته بالغناء إلا اكتنَفه شيطانٌ من هذا الجانب وشيطان من هذا الجانب، فلا يزالان يضربانه بأرجلهما حتى يكون هو الذي يسكت" (١).
وقال قتادة: هو كلُّ لهوٍ ولعب (٢).
وقال عطاء: هو الترهات وفضول الكلام (٣).
وقيل: لهو الحديث هو الشرك لأنه يلهي عن الطاعات للَّه؛ لجحود صاحبه بيوم الحساب (٤).
* * *
(٨ - ٩) - {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (٨) خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ}: هو في مقابلةِ وعيد أولئك بالعذاب الأليم.
{خَالِدِينَ فِيهَا}: أي في جنات النعيم لا يخرجون منها ولا يموتون فيها.
{وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا}: أي: وعَد اللَّهُ ذلك وَعْدًا صدقًا.
(١) رواه الطبراني في "الكبير" (٧٧٤٩). وضعفه العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (١/ ٥٧٤).
(٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٧/ ٣١٠). وروى عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٢٨٥)، الطبري في "تفسيره" (١٨/ ٥٣٣)، عنه قوله: (واللَّه لعله أن لا ينفق فيه مالًا، ولكن اشتراؤه استحبابه، بحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحقّ)، زاد الطبري: (وما يضرّ على ما ينفع).
(٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٧/ ٣١٠). بلفظ: (الترهات والبسابس).
(٤) في (أ): "القيامة".