يَلِيطُ حوضَه ليسقيَ ماشيته فما يسقيها حتى تقوم الساعة، والرجلان قد نشرا ثوبهما يتبايعان فما يطويانه حتى تقوم الساعة، والرجلُ يَخْفِض ميزانه فيرفعُه فما يرفعه حتى تقوم الساعة، والرجل يرفع أُكلته إلى فيه فما يصل إلى فيه حتى تقوم الساعة" (١).
وهذه (٢) نفخة الصعق، ثم بعدها نفخة البعث، وهو (٣) قوله تعالى:
* * *
(٥١) - {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ}.
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ}: أي: نفَخ إسرافيل في القرن للبعث.
{فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ}: أي: القبور، والواحد: جَدَث.
{إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ}: أي: إلى موضع حساب اللَّه يسرعون، والنَّسَلان: العَدْو، هو من باب دخَل وضرب، وهو كقوله: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ} المعارج: ٤٣.
* * *
(٥٢) - {قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ}.
وقوله تعالى: {قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}: أي: مَن أيقظَنا من موضع رُقادنا؛ أي: من نومنا، والفعل من باب دخل.
روي أنهم يخفف عنهم فيما بين النفختين فيستريحون استراحةَ النائم، ثم يبعثون فيقولون هذا القول.
(١) رواه البخاري (٦٥٠٦)، ومسلم ٢٩٥٤١).
(٢) في (ف): "وهي" وفي (ر): "وهو وهذا".
(٣) "هو" زيادة من (أ).