(٧) - {وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ}.
{وَحِفْظًا}: أي: وحَفِظناها (١) حِفْظًا.
وقيل: وجعلْناها حِفْظًا، كما قالَ: {وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ}.
{مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ}: أي: مُتناهٍ في الفَسادِ والإفسادِ.
وقيلَ: أي: مُتجرِّدٍ عن كلِّ خيرٍ؛ كالأمردِ، والشَّجرةِ المَرْداءِ؛ أي: المُتجرِّدةُ مِن (٢) الأوراق.
* * *
(٨) - {لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ}.
{لَا يَسَّمَّعُونَ}: قرأَ حمزةُ والكسائيُّ وعاصم (٣) بالتَّشديدِ؛ أي: لا يتسمَّعون، أُدغِمَتِ التَّاءُ في السِّينِ كما في المزَّمِّلِ والمدَّثِّرِ؛ أي: لا يتعرَّضون للسَّماعِ بالإصغاءِ.
وقرأَ الباقون بالتَّخفيفِ مِنَ السَّماعِ (٤)، ومعناه: لئلَّا يسْمَعوا، فلمَّا حُذِفَ النَّاصبُ ارتفعَ؛ كما في قولِه: {قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ} الزمر: ٦٤؛ أي: أنْ أعبُدَ، وقال: {كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (٢٠٠) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ}؛ أي: لئلَّا يؤمنوا به.
{إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى}: أي: الملائكةِ، ووحَّدَ {الْأَعْلَى} لظاهرِ لفظِ {الْمَلَإِ}، كما يُقالُ: السَّلَفُ الصَّالحُ.
(١) في (أ): "وجعلناها"، وهو تحريف.
(٢) في (أ): "عن".
(٣) هي قراءة عاصم من رواية حفص. ووقع في (ر): "قرأ حمزة والكسائي وخلف عن عاصم في رواية حفص والمفضل".
(٤) انظر: "السبعة" (ص: ٥٤٧)، و"التيسير" (ص: ١٨٦).