إحيائهم بعد موتهم، لأنَّ إحياءَ الحيِّ لا يُتصوَّر، ثم قال: {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ}؛ أي: بعد هذه الحياة، ثم {يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} الجاثية: ٢٦؛ أي: يَبعثكم للجزاء.
والثالثة: هذه الآية {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا}؛ أي: في أرحام أمَّهاتكم {فَأَحْيَاكُمْ} بالوِلاد {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} في الدُّنيا {ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} في القبر {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} بالبعث يوم القيامة.
ومنها: قوله: {فَأُدْخِلُوا نَارًا} نوح: ٢٥ والفاء للتعقيب بغير تراخٍ.
ومنها: قوله تعالى: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} غافر: ٤٦ ثم قال: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} غافر: ٤٦؛ أي: الجحيم.
ومنها: قوله تعالى: {سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} التوبة: ١٠١؛ أي: مرَّةً في الدُّنيا بهَتْك السَّتر، ومرَّةً في القبر {ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} التوبة: ١٠١.
ومنها: قوله تعالى: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ} الطور: ٤٧ يعني: في القبر.
ومنها: قوله تعالى في حقِّ الشهداء: {أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (١٦٩) فَرِحِينَ} آل عمران: ١٦٩ - ١٧٠.
ومنها: قوله تعالى: {قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ} يس: ٢٦.
ومنها: قوله تعالى: {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا} طه: ١٢٤، روى أبو سعيد الخدريُّ رضي اللَّه تعالى عنه عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه فسَّره بعذاب القبر (١).
وقوله تعالى: {ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}: (ثم) يجيء على سبعةِ أوجه:
(١) رواه الحاكم في "المستدرك" (٣٤٣٩) وقال: صحيح على شرط مسلم.