وقولُه تعالى: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ}: اسمُ جنسٍ بمعنى الجَمْع؛ أي: ووُضِعَت الكتب في أيدي الناس ليقرؤوها، وهي صحائف الأعمال المكتوبة عليهم.
وقولُه تعالى: {وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ}: أي: وأُحْضِر موقفَ الحساب النبيون لِيُسألوا عما أجابتهم به أممُهم.
و {الشُّهَدَاءِ}: هم المؤمنون يشهدون على الكفار.
وقيل: هُم هذه الأمة، قال اللَّه تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} البقرة: ١٤٣.
وقيل: هُم الملائكة، قال اللَّه تعالى: {وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ} ق: ٢١، أي: ملَكٌ يسوقه إلى الموقف، ويشهد عليه بما عمل، وهُم الحَفَظة.
وقيل: هُم الشُّهداء في سبيل اللَّه.
ويجوز أنْ يكون الجميع مُرادًا به.
وقولُه تعالى: {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}: وتفسيرُه ما قال بعده: {وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ}؛ أي: مِن خير وشر، فلا يُزاد في شرٍّ، ولا يُنقَصُ مِن خير.
{وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ}: أي: واللَّهُ أعلمُ بما كانوا يعملون مِن غير كتاب ولا شاهد.
* * *
(٧١) - {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ}.