قال: وعندي: الجوابُ عند قوله: {فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} دَخَلوها (١).
{وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا}: أي: حفَظة الجنة: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} يتلقَّوْنهم بتحيَّةٍ مِن عند اللَّه.
وقيل: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ}؛ أي: سلامةٌ لكم مِن كلِّ مكروه.
{طِبْتُمْ}: أي: كنتم في الدنيا طيِّبين غير خبيثين؛ أي: مؤمنين مُطيعين غير كافرين عاصين. قال اللَّه تعالى: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} التوبة: ٢٨، وقال: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} الحج: ٣٠، وقال: {كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ} الأنبياء: ٧٤، وقال تعالى: {مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً} إبراهيم: ٢٤، وقال تعالى: {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ} إبراهيم: ٢٦.
أي: صلُحتم لهذه الدار بذلك الطِّيب.
وقيل: هو دعاءٌ لهم منهم للحال؛ أي: لازِلتم طيبين، وهو تمامُ قولهم: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ} ومعناه: لا زال يحسُنُ على الأسماع ذِكْرُكم، وعلى الأبصار مناظرُكم، ويدومُ لكم الثناء والذِّكْر الجميل مِن ربكم.
وقيل: هو دعاءٌ بطِيب العَيش؛ أي: طاب لكم دخولُها والعيشُ فيها.
وعن عليٍّ رضي اللَّه عنه قال: إذا جازوا (٢) الصراط أُتي بهم إلى باب الجنة، فإذا هُم بشجرة تحتها عَينان مِن الماء، فيشربون مِن إحداهما، فتطهُرُ قلوبهم مِن الغِلِّ والغِشِّ والآفات، ثم يغتسلون مِن الأخرى، فتطهُر أبشارُهم، فحينئذ تقول لهم خزَنة الجنة: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ} (٣).
(١) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٤/ ٣٦٢ - ٣٦٣).
(٢) في (أ) و (ف): "جاوزوا".
(٣) رواه مطولًا عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٦٤٦)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (٣٤٠٠٤)، والطبري في =