{فَاصْبِرْ}: يا محمَّدُ على الدعاء للدِّين، وعلى أذى المشركين.
{إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ}: بنَصْرِ (١) الأنبياء والمؤمنين.
{وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ}: أي: وإنْ خطَرَ بقلبك مِن وَسْواس الشيطان استبطاءُ النَّصْر (٢) لتأخُّره عنكَ، فاستغفرِ اللَّه تعالى مِن ذلك.
وقيل: إذا أتاكَ النَّصْر وخطَرَ بقلبكَ أنه بقوةٍ منكَ، فاستغفرْ مِن ذلك.
وقولُه تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}: أي: ودُمْ على التسبيح للَّه في الصلوات وخارج الصلوات بالغَدَوات والعَشَايا، فتنقطِعَ وساوس الشيطان عنكَ.
والعَشِيُّ: مِن زوال الشمس إلى الليل، والإبكار: مِن طلوع الفجر؛ أي: إلى طلوع الشمس.
* * *
(٥٦) - {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
وقولُه تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ}: أي: إنَّ هؤلاء المشركين الذين يُخاصِمون في آيات اللَّه بالتكذيب والرَّدِّ بغير حُجَّة عندهم آلتْهم مِن عند اللَّه في عَقْل أو كتاب، ليس جدالُهم لأمرٍ وضَحَ عندهم يُجادلون لذلك، بل للحسَد والتَّعَظُّم الذي في صدورهم مِن التكبُّر عن الانقياد للحق، وما هُم ببالغي هذا الكِبْر الذي في صدورهم.
(١) في (أ): "بنصرة".
(٢) في (أ): "النصرة".