{ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ}: أي: ثم يُرَبِّيكم لتبلغوا تَمامَ القوة، فتَصْلُحوا للتكليف والتعبُّد.
{ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا}: ثم يُدْرِجُكم إلى أنْ تصيروا شيوخًا.
{وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى}: أي: يُقبَضُ بالموت {مِنْ قَبْلُ}؛ أي: قَبْلَ الشَّيْخُوخَة، وقبل (١) بلوغ الأشُدِّ، وقبل الخروج مِن بطن أمه طفلًا.
وقولُه تعالى: {وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى} فَعَل ذلك، هذا مُضْمَرٌ في آخره؛ أي: ولِيَبْلُغَ كل منكم أجَلًا قد سماه اللَّه تعالى له.
{وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}: أي: ولِتَعْقِلوا ذلك، وتستعملوا عقولكم في معرفة ذلك، والعملِ بما خلقتكم لذلك.
* * *
(٦٨ - ٦٩) - {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٦٨) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ}.
وقولُه تعالى: {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا}: أي: قدَّرَ شيئًا وأراد كونَه {فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}؛ أي: كوَّنه سريعًا، فهو المُستحِقُّ للعبادة.
وقولُه تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ}: أي: كيف ومِن أين يُعدَلُ بهم عن الحق؟! أي: فهل يُصْرَفون إلى شيء أوضحَ دلالةً وأحسنَ عاقبةً منه؟!
* * *
(١) في (ر): "وقيل" هنا وفي الموضع الآتي.